حكم الإحتفال بعيد الأم
يحتفل الشعب المصري يوم 21 مارس بعيد الأم، حيث جرى العرف على تخصيص هذا اليوم للاحتفال بتلك الذكرى ويحتفل العالم بيوم الأم أو عيد الأم في عدة تواريخ مختلفة إلا انه بالعالم العربي يتم الإحتفال به في ذلك اليوم 21 مارس من كل عام
يحتفل الشعب المصري يوم 21 مارس بعيد الأم، حيث جرى العرف على تخصيص هذا اليوم للاحتفال بتلك الذكرى ويحتفل العالم بيوم الأم أو عيد الأم في عدة تواريخ مختلفة إلا انه بالعالم العربي يتم الإحتفال به في ذلك اليوم 21 مارس من كل عام
حكم الإحتفال بعيد الام :
نشرت دار الإفتاء المصرية فتوى لها حول حكم الاحتفال بعيد الأم، وذلك عبر موقعها الرسمي، وهل تدخل البدعة في حكم الاحتفال بعيد الأم.
حيث أكدت دار الإفتاء المصرية أن حكم الاحتفال بعيد الأم يدخل في باب الجواز، فيجوز الاحتفال بيوم الأم لأنه أمر جائز شرعا ولا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هي ما أحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودا ولا إثم على فاعله.
وقالت الدار في فتوى حكم الاحتفال بعيد الأم إن الإنسان بنيان الرب، كرمه الله تعالى لآدميته؛ فصنعه بيديه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وطرد إبليس من رحمته لأنه استكبر عن طاعة أمر الله بالسجود له، فكان احترام الآدمية صفة ملائكية قامت حضارة المسلمين عليها، وكانت إهانة الإنسان وإذلاله واحتقاره نزعة شيطانية إبليسية زلزلت كيان الحضارات التي بنيت عليها
وأضافت في فتوى حكم الاحتفال بعيد الأم: جاء الإسلام بتكريم الإنسان من حيث هو إنسان بغض النظر عن نوعه أو جنسه أو لونه فإنه أضاف إلى ذلك تكريما آخر يتعلق بالوظائف التي أقامه الله فيها طبقا للخصائص التي خلقه الله عليها، فكان من ذلك تكريم الوالدين اللذين جعلهما الله تعالى سببا في الوجود، وقرن شكرهما بشكره.
عيد الأم
وكان ذلك لأن الله جعلهما السبب الظاهر في الإيجاد فكانا أعظم مظهر كوني تجلت فيه صفة الخلق، وناهيك بذلك شرفا على شرف وتكريما على تكريم.
والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم- يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك
وبحسب فتوى حكم الاحتفال بعيد الأم، فيقرر الشرع الإسلامي أن العلاقة بين الولد وأمه علاقة عضوية طبعية؛ فلا تتوقف نسبته إليها على كونها أتت به من نكاح أو سفاح، بل هي أمه على كل حال، بخلاف الأبوة التي لا تثبت إلا من طريق شرعي.
ومن مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هي ما أحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
الاحتفال بعيد الأم
وتابعت الدار في فتوى حكم الاحتفال بعيد الأم: معنى الأمومة عند المسلمين هو معنى رفيع، له دلالته الواضحة في تراثهم اللغوي؛ فالأم في اللغة العربية تطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذي يلي طعامهم وخدمتهم، -وهذا المعنى الأخير مروي عن الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وهو من أهل اللغة-، قال ابن دريد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمي ذلك الشيء «أما».
ولذلك سميت مكة «أم القرى»؛ لأنها توسطت الأرض، ولأنها قبلة يؤمها الناس، ولأنها أعظم القرى شأنا، ولما كانت اللغة هي وعاء الفكر فإن مردود هذه الكلمة عند المسلم ارتبط بذلك الإنسان الكريم الذي جعل الله فيه أصل تكوين المخلوق البشري، ثم وطنه مسكنا له، ثم ألهمه سياسته وتربيته، وحبب إليه خدمته والقيام على شؤونه
فالأم في ذلك كله هي موضع الحنان والرحمة الذي يأوي إليه أبناؤها.وكما كان هذا المعنى واضحا في أصل الوضع اللغوي والاشتقاق من جذر الكلمة في اللغة؛ فإن موروثنا الثقافي يزيده نصاعة ووضوحا وذلك في الاستعمال التركيبي «لصلة الرحم» حيث جعلت هذه الصفة العضوية في الأم رمزا للتواصل العائلي الذي كانت لبناته أساسا للاجتماع البشري؛ إذ ليس أحد أحق وأولى بهذه النسبة من الأم التي يستمر بها معنى الحياة وتتكون بها الأسرة وتتجلى فيها معاني الرحمة.
واختتم الدار فتوي حكم الاحتفال بعيد الأم بقوله: مع هذا الاختلاف والتباين بيننا وبين ثقافة الآخر التي أفرز واقعها مثل هذه المناسبات إلا أن ذلك لا يشكل مانعا شرعيا من الاحتفال بها، بل نرى في المشاركة فيها نشرا لقيمة البر بالوالدين في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها من كل أحد حتى ولو كان على غير دينه؛ فالاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعا لا مانع منه ولا حرج فيه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق