في عمق العاصمة الفرنسية باريس، وفي أشهر الفنادق الباريسيّة ، نظّم رابع
مهرجان للموضة الإسلامية، بعد لندن، موناكو، وكوانتا لامبور. وقد اختارت
وزارة الثقافة الماليزية تنظيم هذا المهرجان خلال أسبوع الموضة الباريسية،
لإضفاء صفة العالميّة على الموضة الإسلامية التي بدأت تجذب عدداً كبيراً من المهتمين والمعجبين بأزياءٍ،تعكس أناقة وجمال الزي الإسلامي.
تحت
شعار "جمال الاحتشام" La beauté de la Pudeur، شارك في المهرجان الرابع
للموضة الإسلامية في باريس عدد من المصمّمين الذين ينحدرون من أصول مختلفة،
ما انعكس بشكل إيجابي على الأزياء، فجاءت متنوّعة من حيث الاستيحاءات
والألوان والتطريزات، ويربطها الاحتشام.
جاءت الأزياء محتشمة، إذ أعاد
كلّ مصمّم مراجعة الزي الإسلاميّ من وجهة نظره، فكان منهم المصمم الفلسطيني
"هندي مهدي" المقيم في باريس، والذي قدّم أزياء أقرب إلى الموضة الأوروبية
منها إلى العربية، حيث استعمل الفرو بشكل مبالغ فيه، لا سيما في مجال
القبعات. وجاءت قصّات الأزياء التي عرضها أنثوية وقريبة جداً من الجسم، ما
يتناقض مع الاحتشام. لكنّ تصاميمه بالكثير من الأناقة.
من جهتها، قدّمت المصمّمة المغربية هدى حداد أزياء راقية،
وإنّ خلت من اللمسة المغربية المميزة بقفطانها، فجاءت القصات أوروبية
بحتة، وقد غلب عليها اللون الأسود؛ كما كانت خالية من الألوان والتطريزات
التي تميّز القفاطين المغربية التي تقترب كثيراً من الأزياء الإسلامية.
لعلّ
أبرز التصاميم التي جذبت إعجاب جمهور قاعة " فوندوم"، في فندق جورج
الخامس، كان تصاميم المصممين الماليزيين التي حملت شحنة إسلامية وحسّاً
جماليّاً كبيراً، من حيث القصّات والألوان والتطريزات. وقد لفتت المصممة
الماليزية "غيابونغابو" Ghea Panggabeau الأنظار، وهي التي استوحت تصاميمها
من مختلف منابع ثقافة الملايو مع لمسة من الثقافة اليابانية. وجاءت طلة
العارضات أميرية، إذ بدون كأنّهنّ أميرات شرقيّات، تميّزت أزياؤها بالكثير
من الشفافية والألوان الصارخة والدافئة والغنية بالتطريزات الذهبية على
الأقمشة المخملية.
أمّا المصمّم الماليزيّ "توم أبانغ صوفي" Tom Aban Saufi فقد قدم عرضاً
ملوناً بامتياز، غلب عليه اللون الأصفر والبرتقالي والأصفر، كما استعمل
الأقمشة المطبّعة؛ إلا أنّ أهمّ ما جلب الإعجاب في عرضه وزاد من أناقة طلّة
العارضات فكان أغطية الرأس، التي أعاد مراجعتها بشكل لافت للأنظار،حيث
جاءت ملفوفة وكبيرة الحجم.
بدوره المصمّم الماليزي الشاب جوناتان يونغ Jonathan liang، قدّم عرضاً
لا يمتّ بصلة إلى الأزياء الإسلامية، إذ جاءت أزياؤه بسيطة، تكاد لا تعبّر
عن شيء، وغلبت عليها ألوان الباستيل والذهبي، مع لمسة من اللون الأسود،
وغطاء رأس وضع عليه قبعة صغيرة، وكأنها رأس أرنب. ويبدو أنّ هذا المصمّم،
ومن خلال تصميم هذه القبعة التي لا تتماشى مع الزي الإسلامي، كان متأثراً
بصرعات الموضة الباريسية.
رغم بعض الهفوات في اختيار المصمّمين الذين لم ينجحوا في إبراز جمال
الزي الإسلامي وإعطائه بعداً عصرياً وراقياً، يتماشى مع متطلبات المرأة
العصريّة، نجح المهرجان في التعريف بجماليات الزي الإسلامي من خلال المهرجانات السابقة،
كما يعتبر خطوة إيجابية ورسالة تقارب، أراد من خلالها مؤسّسها "رجا رضا
شاه" Raja Reza Chah أن يرسلها من باريس، التي تفتح ذراعيها خلال أسبوع
الموضة، إلى مختلف ثقافات العالم وحضاراته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق